le critique Mohammed Dani à propos de la poésie de nacer1

رفقة مع الشاعر الكبير عبد الناصر لقاح

جني الأفراح، والأقاحي الملاح من شعر الشاعر عبد الناصر لقاح( عنوان مؤقت)

نسج القصيدة عبء ثقيل .. لا يحسه إلا الشاعر..إنها جزء من مشاعر الشاعر...شاعر من خلال ما يقوله لا من خلال ما يحسه[1]... لكنه في اللحظة التي يبدأ فيها بتشكيل مشاعره في قالب لغوي، وصور ملفتة، يهدف توصيلها إلى متلق ، تبدأ المهمة الصعبة للقصيدة...إذ تجد أنه عليها أن تكون متميزة لغة وصورة...ونسجا وشعورا... وموسيقى...
هذا الصراع الذي يتغشى القصيدة، يولد فيها نوعا من المتعة،والجمالية، والفنية...
الكل يعرف أنه:"إنما المرء بأصغريه: قلبه ولسانه، إن صال صال بجنانه، وإن قال قال ببيانه"...
صحيح أن لنا في المغرب كثير من الشعر...أكثر من اللازم.. لكن جيده قليل:"فالتعبير الشعري قد يخون نفسه، ولا يصدق قارئه وسامعه حينما يفتقد الوعي اللازم بنفسه وعصره.. ويعيش غريبا على هامش الفعل الاجتماعي والاقتصادي، والثقافي..ولا يعكس إلا على نحو ضعيف جدا حقيقة ما يدور في وجدان الأمة وضمائر البسطاء، والخيرين من أبنائها"[2]...
ولذا أجدني اليوم في حضرة شاعر يقدم النص الشعري القوي الحضور..له من الوسائل الفنية والمعرفية الخاصة، التي تمكنه من ملامسة جوهر الشعر وتقديمه في ألق إلى المتلقي.
شاعر ولد سنة 1958 ببني يدرار، إقليم وجدة.
حاصل على الماجستير بقسم اللغة العربية بالقاهرة سنة 1988، تحت إشراف محمود فهمي حجازي.
يشتغل أستاذا للسانيات والترجمة بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بمكناس.
نشر في عدة منابر وطنية وعربية عديدة.
صدرت له الدواوين التالية:
+ اشتعال السرو، 1988، القاهرة.
+ ديوان الأرق، 1989، وجدة.
+ شهوة الأشجار ، 1996، مكناس.
+جداول الروح(بالاشتراك مع الداعية المرحوم الدكتور فريد الأنصاري)،1997، مكناس.
+ أشجار نصيرة الجذلى، 1998، القنيطرة.
+ مارية تبكي، مارية تضحك، 2001، مكناس.
يقول في شاعرنا الكبير، الشاعر حسن بوشو بمناسبة تكريمه من طرف جمعية الأفق التربوي بمكناس، وذلك يومي 16- 17 أبريل 2010

"لـقـاح" بــه يخـضـلّ فــي روضـنــا الـزهْــر’

ويـزكــو بــــه فــــي ربْـعـنــا الـفـكــر والـشـعــر’

وتــــزدان’ مـــــن حــسْـــن بـأشــجــاره الــربـــى

ويـــزداد’ فـــي مـكـنـاس زهْـــوا بــــه الـفـخْــر’

ومـــــا انـــفـــكّ فــــــي عـــالـــم الــشــعــر طـــيْـــره

بـعـلـيــائــه نـــســــرا يـــحــــفّ بــــــــه الــنـــصْـــر’

فــمــن كــــان بــيـــن الـنـاس"عـبْــدا لـنــاصــر"

يـظـلّ لـــه ’ فـيـهـم مـــن" الـنـاصـر" الأزْر’

ومــــا الـشـعْــر’ إلاّ الــحـــبّ والـقــيــم’ الــتـــي

تـكـرّس منـهـا الحـسْـن’ والـحــقّ’ والـخـيْـر’

تـــــــغـــــــنّـــــــى بــــــــــهـــــــــــا فـــيـــنـــا"لـــقـــاح"وثـــلّــــة

هـــم’ الـشـعـراء’ الــغــرّ والأنــجــم’ الــزهْــر’

وكــــم مــــن دخــيــل يــدّعــي الـشـعــر دونــنــا

وإبــــداعـــــه نــــثْـــــر يــــقـــــلّ بــــــــــه الـــشـــعــــر’

وكـــــــمْ "نـاظـم"نـظــمــا ولـــيــــس لـــــــه شـــعْــــر

فــــــأجْـــــــود’ قـــــــــــــولا مـن"تـفـاعـيــلــه"الــنــثْــر’

فـــيـــا مـــبـــدع الأشـــعـــار لـــقّـــحْ "قــشــورهـــم"

عـسـى عــن عبـيـر الــورد ينـفـتـق الـقـشْـر’

وهــــل تــغــرس’ الأزهــــار’ إلاّ بـروْضــهــا؟

وهلْ يجتنى عطْر ولـم يعصـر الزهْـر’؟؟

أقـــــول لــمـــن لا زال يـجْــهــل’ مــــــن هــــــم’

حـــمــــاة حـــمــــى أشـــعــــار أمّــتـــنـــا الــــغــــرّ:

تــــرحّـــــلّ عــــلـــــى "مــــتْـــــن الأثــيــر"مــســافــرا

لـتـعــرف مـــــا أخــفـــاه مـــــن قــدْرهـــم نــكْـــر’

فــــــفــــــي"درر"أخْــــــبــــــارهــــــمْ،و"مـــــــعـــــــاقـــــــل"

،وفــي "وطــن الأمطـار"مـن غيْثـهـمْ نـهْــر’

و"أرْوقــــــــــــة’ الآداب والـــفـــكـــر"لـــم تــــــــــــزلْ

تـنـبّــؤنــا عـــمّـــنْ لـــهــــمْ يــخــضـــع الــبــحـــر’

وفــــــي قــلــعــة الأشـــعـــار والـــفـــنّ والــســنـــى

"بـواتـا"لــهــمْ ذكْــــــر بــــــه يـــزدهـــي الـــدهْـــر’

وفـــي"أرْض نـجـد"مـن "صـداهــم’" مــــا بــــه

(تـنــاول’ سـمــع الـمــرْء أنـمـلـه الـعـشْــر’)*

ولــكـــنّ ســـمْـــع الــحــاســد الــغــمــر قـــاصـــر

ورؤْيــــــــــاه عــــــــــوْراء إذا طـــــلـــــع الـــــبــــــدّر’

فــيـــا أمّـــــة مـــــا انــفـــكّ يـضْــحــك’ غــيــرهــا

عـلـيْـهـا ..ألا هــبّــي فــقــد ســطــع الـفــجْــر’

ولا تـــنْـــكــــري "أفــــــــــذاذك'' الـــــغـــــرّ إنـــــهــــــمْ

هــم’ نبْـضـك الخـفّـاق’ والـوعْـي’ والـفـكْـر’

وهــــمْ مــــن بــهــمْ نــرْقــى إلــــى ســــدّة الــعــلا

ويسمـو لنـا فــي الـنـاس مــن قـدْرهـمْ قــدْر’

فـصـونــيــهــم’ كـــيـــمـــا تـــصـــونـــي "هــــويّـــــة"

يـــروم -وراء الـسـتْـر- تخريـبـهـا "الـغـيْـر’"

ومـــا هــــي فــــي عــمْــق ســــوى "قـيـم"سـمـتْ

تــوارثــهــا الأجـــيــــال’ يـحـفـظــهــا الــشــعْـــر’

ويــرْعــى "حــمـــاة الــضـــاد "فـيــنــا أصـولــهــا

فـيـولـونـهــا حــفْــظــا كـــمـــا حـــفــــظ الـــذّكْــــر’

فــحــيّـــاهـــم’ الـــمــــنّــــان’ أنّـــــــــــى تـــرحّــــلــــتْ

"عرائـسـهـم"هـيـفـاء حــــــفّ بـــهـــا الــســحْـــر’

وحـــيّـــا "لـقـاحــا"،مــنْ بــــــه الـــيـــوْم تـحـتــفــي

"بـمـكــنــاســة الـزيْـتـون"أرْبــعــهــا الـــخـــضْـــر’

(عـلـيـه ســـلام الله مـــا خـــفّ نــابــض)**

إلـــيـــه،ومـــا غــــنّـــــى بـتــكــريــمــه الـــشـــعــــر’

وجــــــــــازاك ربّــــــــــي يـــــا"ابْــــــن ســالـــم"جـــنّـــة

حــدائــقــهـــا خــــضْـــــر" وأنـــهـــارهـــا خــــمـــــر"

فـقــد عـشْــت فـــي الـدنـيـا "غريبـا"مـصـارعـا

لـــوحْـــدك دهْــــــرا مــــــن طـبـيـعــتــه الـــغــــدْر’

ولــــم يــجْــدك الإبــــداع والـشـعــر’ والـســنــى

وقــــوْمــــك فـــــــــي جـهْـل،ولـيْــلــهــم’ غــــمْـــــر’

فــلـــمْ تــحْـــن رأســــــا لــلــظــلام ،ولــــــم تـــهـــنْ

لمنْ دأْبهمْ في الأرض من حوْلك المكْر’

ومـــــــتّ غــريــبـــا شــــامــــخ الأنْــف،صـــابـــرا

كمـا عشْـت فـي الدنْـيـا وشيمـتـك الصـبْـر’

عــلــيْـــك مـــــــن الــرحــمـــان ألـــــــف’ تــحـــيّـــة

ومــغـــفـــرة مــنـــهـــا يــطـــيـــب بــــــــك الــقـــبْـــر’

وتـــلْـــقــــى بـــــهـــــا "خـــــيْـــــر الــجــزاء"مــطــهّــرا

بصـبـرك مــن ذنْــب مـتـى دمـــدم الـحـشـر’

مكناس في 11 أبريل 2010_حسن بوشو

والشاعر الكبير عبد الناصر لقاح، شاعر مغربي بدأ عموديا،مع ثلة شعراء الجهة الشرقية(الرباوي- بنعمارة- محمد لقاح- الأمراني- وغيرهم)... ثم تحول إلى قصيدة التفعيلة..وقد تربى على قصائد الشابي، وإيليا أبي ماضي، وفيكتور هيغو.. ولهذا كان الإيضاح في زمنه (السبعينيات) قدرا جميلا لا يمكن العدول عنه عند من يحاول الشعر...
صحيح أن بعض الشعراء تخلوا عن العروض في مرحلة متأخرة بعد أن أنفقوا عمرا في المراس العروضي... وكان هذا اختيار ينسجم مع لذاذات إبداعية ، تصوروا أن العروض يحول دونها.. لكن أولاء الشعراء رغم ذلك لم يستطيعوا كتابة القصيدة المرسلة، أو قصيدة النثر ، لأن الإيقاع صار يوجه نثرهم.
والشعر في حياة الشاعر عبد الناصر لقاح- كما يقول في إحدى حواراته- تأمل قبل وبعد و فوق كل شيء.. ولأنه كذلك، فإنه يقتضي منه النظر إليه على أساس أنه نتيجة إعمال النظر في الفكرة المجدولة باللغة والموسيقى..ولهذا فإنه قل ما يكتب في الموضوعات الكبيرة التي لا تسمح له بتأمل ذاتي وخاص..لأنها تقدم نفسها بوضعها حالات بدهية.
أما في خصوص الجانب الغربي، فلقد بدأ أصلا الكتابة بالفرنسية، ثم تحول عنها إلى العربية.. ومزج الاثنين معا بعد ذلك... وهو في العمق لا يتعصب لقالب دون آخر،والتصور عنده أن الشعر موجود في كل القوالب، وإن كان ميالا إلى الموقع منه في جانبيه التفعيلي والعمودي... وهو يكتب وفق التفعيلي عندما يكون الغالب في القصيدة جانب التأمل ، وفي مقابل ذلك اعتمد العمودي عندما يكون الموضوع ذا طبيعة عمودية أصلا. ذلك أنه رأى أن ثمة موضوعات موجودة أصلا من أجل أن تكتب وفق القالب العمودي...
كما أن سي عبد الناصر لقاح يرى في الشعر الغربي خاصة الفرنسي منه، نموذجا عاليا للاقتداء...ويرى أن هذا الشعر قدم نماذج عالية جمالا ، وذائقة.. ويومن بأن الاطلاع على الشعر الغربي الحديث ، نافذة للاقتراب من قصائد شعراء أمثال : السياب،ونازك الملائكة، وبلند الحيدري، وعبد الوهاب البياتي، وصلاح عبد الصبور، وأدونيس، ومحمود درويش،وسعدي يوسف، وغيرهم...
كما يرى أن مشكلة التواصل مع المتلقي أمر أزلي عندما يتعلق الأمر بالشعر...لأنه الشعر شيء آخر...فهو يرى أن الشعر كونه خطابا استعاريا- كما يقول بارت- ، أو كونه نثرا تضاف إليه خصائص ليست من النثر...

[1]- د. درويش، (أحمد)، في النقد التحليلي للقصيدة المعاصرة،دار الشروق، ط1، 1996،ص:9

[2]- د. ضياء،(خضير)،شعر الواقع وشعر الكلمات، اتحاد الكتاب العرب، دمشق، (د- ط)، 2000، ص: 13
à suivre

نسج القصيدة عبء ثقيل .. لا يحسه إلا الشاعر..إنها جزء من مشاعر الشاعر...شاعر من خلال ما يقوله لا من خلال ما يحسه[1]... لكنه في اللحظة التي يبدأ فيها بتشكيل مشاعره في قالب لغوي، وصور ملفتة، يهدف توصيلها إلى متلق ، تبدأ المهمة الصعبة للقصيدة...إذ تجد أنه عليها أن تكون متميزة لغة وصورة...ونسجا وشعورا... وموسيقى...

*******************

Comme introduction à l'analyse poétique de notre poète et ami Abdennacer Loukah...et à la poésie contemporaine en générale,je n'en ai pas lu de meilleure.

Merci Mr Mohamed Dani!!

abdennacer loukah a écrit:: والشعر في حياة الشاعر عبد الناصر لقاح- كما يقول في إحدى حواراته- تأمل قبل وبعد و فوق كل شيء.. ولأنه كذلك، فإنه يقتضي منه النظر إليه على أساس أنه نتيجة إعمال النظر في الفكرة المجدولة باللغة والموسيقى..ولهذا فإنه قل ما يكتب في الموضوعات الكبيرة التي لا تسمح له بتأمل ذاتي وخاص..لأنها تقدم نفسها بوضعها حالات بدهية

هذه ملاحظة دقيقة حول شعر عبد الناصر لقاح

شكرا للناقد محمد داني

Oui tout à fait d'accord chers amis
le critique Mohammed Dani que je n'ai pas encore eu l'honneur de rencontrer directemement me connait très bien et comprend très bien ma poésie..j'aime ce qu'il écrit à propos des poètes ..il a déjà écrit sur attabbal..darwish..errabbaoui etc
à ce que j'ai compris il fait un livre sur moi