امرأة من قصب

[right]امرأة من قصب

[center]لطالما لعبتُ كما يلْعبُ الصغارُ

فجَريْتُ في الأزقةِ

وراءَ الأقرانِ

و قاتَلْتُهُمْ في الدروبِ

بمُسَدساتٍ من خشبْ.

سَبَحتُ في البِرَكِ و في الأَنْهارِ

و كنْتُ ضِمْنَ الصغارِ فارِساً،

وتحتي فَرَس

طويلةٌ من قَصَبْ

تعْدُو

تصُولُ

تحَمْحِمُ

و تجولُ..

بخِفةٍ كالفراشاتِ في نَيْسانِ

فَرسٌ تَتَعرقُ في الحَرِّ

و في القَرِّ

تكرُّ ....تفرُّ....

في رمَضانَ و في رَجَبْ

تُثِيرُ زوابعاً و نَقْعاً

و لا تَعْرفُ التعبْ.

تطيرُ كالبُراقِ

تعدو في كُل فَجٍّ

و لا تطْلبُ سرْجاً منْ فِضَّةٍ

و لا لجاماً من ذَهَبْ

فرسٌ كُلَّما جعلْتُ رجلي في رِكابِها

تأْخُذُها نَشْوةٌ كُبْرى

تهتزُّ رغْبَةً في العَدْوِ...

وفي الخَبَبْ

و تحركُ رأْسَها للَِّعبْ

فَتَارةً كالفراشاتِ نَمْضي سُكارى

و تارةً كالسهم بين الكُثْبان..

بينَ الحقِيقَة و الخَيالِ...

أو إلى سَديمِ السُّحبْ

فَرَسي الآنَ امرَأةٌ

دائِمةُ العَطبْ

لا تُجْدي في حَربٍ و لا في سِلمٍ

امْرأةٌ إذا عَلَتْ رماحٌ تحت النَّقْعِ

و إذا جُرِّدَتْ سُيوفٌ

تُخْفي وجهَها كنَعامةٍ تحْتَ الوِسادةِ

أو تُدير ظهْرَها و تَنْسَحبْ

امْرأةٌ لا تَجْمَحُ

لا ترمَحُ

لا تَهُزُّها عصَبِيةُ القبيلَة

و إذا شَدَدْتُ لجامَها

أو أحسَّتْ بالرِّكابِ يغْمِز ُجنْبَها

لا تَثُورُ

لا تدَّعي الغضَبْ

ولا تهُزُّها حميةُ الدِّفاعِ عنِ النَّسَبْ

هيَ جَنْبي دَوْماً جامِدَةٌ

صفراءُ

يابسةٌ

كَكَوْمَةٍ منْ حَطَبْ

مُبعْثَرَةٌ

بارِدَةٌ

لا يَنالُ منْها اللَّهبْ

تعْوِي إذا ضَحكتْ

و إذا ابتسمتْ

عَرَفْتُ أنَّ ابتسامَتَها

علامةٌ على الغَضَبْ

جاهليةٌ تدَّعي الحَضَارةَ

جاريةٌ تَربَّتْ عند مسيْلِمَةٍ

وأَدَّبَها الحكيمُ أبو لَهبْ

عربيةٌ ليسَتْ تعرفُ الإعرابَ

فكأنها ليسَتْ منَ العربْ

لا تَجُرُّ

..ولا تَفْتَحُ

....ولا تَضُمُّ

لا تُتْقنُ إلا النفْيَ و النهْيَ

كلُّ هَمْسٍ

كلُّ لمسٍ ...

و كلُّ كلامِ الشعَراءِ

ليس سوى قلةِ أدبْ

يا امرأةً ليستْ ككل النساءِ

ليتكِ كنتِ أنتِ الاخرى من قصبْ

ليتكِ كنتِ من قصبْ

محمد لعوينة

القنيطرة في 20/04/2007

[b]ا

مرحبا بك أخي محمد
لقد تمتعت بقراءة قصيدتك

شكرا لك اخي عبد الناصر
و افتخر بقراءتك لكلماتي

oui moi aussi je trouve que c'est beau votre poème .

Un bel essai que j'ai aimé lire!!
Bienvenu parmi nous!