في مفاهيم كرة القدم ثوابت وثب فوقها برشلونة وقفز واستقطب الاعجاب واستفز.... فحين نشاهد برشلونة ونحن متجردون من قيود التعصب لا نملك سوى ان نفكر كيف يلعب هؤلاء وحين نشاهدهم ونحن من الخصوم يتملكنا شعور من الاستفزاز يتمثل بصوت من التساؤل يصرخ الى متى سيظل برشلونة يمتلك المتعة والانتصار وكيف استطاع برشلونة القفز على الثوابت التكتيكية وهل ما يفعله برشلونة من استثناءات في كرة القدم من الممكن ان يصبح قاعدة يسير عليها بقية الفرق او هل من الممكن ان يسير فريق بنهج برشلونة ولماذا يكثر برشلونة من الاستحواذ أمام وهو يمتلك القدرة على الضربة القاضية.
برشلونة... ملاكمون بلا قفاز
حقيقة انني لا أشبه برشلونة حين يتبادل الكرة ويمارس استحواذه المعهود أمام الخصوم ثم يشن هجماته بفعالية القادر الا كما يفعل الملاكم حين يجعل الخصم يترنح ثم يسقطه أرضا بالضربة القاضية، فكرة القدم قائمة في أصلها على فكرة الوصول الى مرمى الخصم ومنع الخصوم من فعل ذلك وتعددت وسائل تحقيق تلك الفكرة على مر العصور وفق آليات تكتيكية مختلفة حتى جاء نادي برشلونة فقدم كرة قدم استثنائية ترتكز على الاستحواذ والقدرة على تفعيل الهجمات وتقارب الخطوط وسرعة افتكاك الكرة وحقيقة لم تجتمع تلك الامور الا لبرشلونة ولن تجتمع لغير برشلونة وذلك ليس رجما بالغيب بقدر ما هو تصور عن استحالة وجود عناصر من اللاعبين في المستقبل يتمتعون بذات الصفات الموجودة في لاعبي برشلونة فمن أين سياتي برشلونة بزافي وميسي وانيستا والفيس مستقبلا فالتكامل الموجود في ذلك الرباعي من الصعب ان يتكرر برباعي آخر وقدرة ذلك الرباعي على تنفيذ ادوار خيالية في برشلونة هي التي سهلت على ملوك الاستحواذ القفز على ثوابت مفاهيم الكرة فكثرة استحواذ برشلونة وارتدادات الخصوم عن مناطق الخطر جعلت ظهيري برشلونة يتقدمان في حالة بناء الهجمة كما ان هناك ملاحظة في تركيبة الفريق تثير التساؤل وهي خلو الفريق من لاعب يتمتع بمواصفات لاعب الارتكاز الدفاعي عدا ماسكارانو البديل !! فجميع لاعبي برشلونة يقومون بدور لاعب الارتكاز من حيث افتكاك الكرة وتسليمها للاعبين وأربعة لاعبين يقومون بدور صانع الالعاب فهل ذلك يعد نهجا في كرة القدم وقاعدة ام حالة استثنائية والجواب عند بكنباور؟.