الطريق
عندما التقيا ذات مساء ربيعي جميل، أحس أنه وجد أخيرا المرأة التي يبحث عنها، وأحست بدورها أنها وجدت فارس أحلامها الذي رسمت له صورا في ذهنها. قال لها:"أحبك" وردت عليه:"وأنا كذلك". دخلا في عناق أحسا خلاله ببرودة تعتري جسديهما، أدركا أن الطريق ما زالت طويلة أمامهما فافترقا...
الشبيهان
التقينا فجأة.سميت لها نفسي وسمت لي نفسها.حكيت لها قصتي وحكت لي قصتها.مشينا في الدرب قليلا، ثم تعانقنا عناقا حارا ليس بعده عناق. وحين افترقنا أدركت أننا شبيهان، أننا ضائعان،هي كانت تبكي أنوثتها وأنا كنت أصغي لدقات قلبي تكاد تتوقف.
قمع
"قالت العصا:"أنا مجرد أداة، لو خيروني لاخترت أن أحرق قبل أن أقصم ظهر أحد.
قالت اليد التي أمسكتها:"أنا أنفذ الأوامر فقط.لو خيرت لاخترت أن أمسك بدلا عنها وردة أو ديوان شعر".
قال الجسد المسجى على الأرض:"أنا الضحية، أنا الضحية".
احتفال
اخترقت صدره رصاصة، فخرجت روحه ترقص مزهوة محتفية بموتها وسط حشد كبير. صوت المدافع لا يزال يدوي، وسرعان ما انظمت إليها أخريات يشاركنها الرقص. كان المشهد رائعا مثل احتفال. " أبدا لن نموت" قال محمود لصديقه وهما ينطلقان نحو فوهات المدافع. كان صدراهما عاريين تماما، واليدان فارغتين...
ليل
زحف الليل على المدينة، فدب الخوف في أوصالها. ودون أن تلتفت، تراجعت إلى الوراء، فسقطت في هاوية سحيقة. تكسرت أضلاعها وتحطمت أطرافها، بينما ظل يراقبها من فوق منتشيا بنصره كوحش عنيد. لم يتطلب الأمر منه سوى إبراز بؤيؤي عينيه...
الجمال
أحست بوحدة تقتلها، والزمن ينفلت من بين يديها. دخلت غرفتها وانتصبت أمام المرآة،وأخذت تنظر إلى جسدها من أعلى إلى أسفل، ومن أسفل إلى أعلى. تارة من الأمام وتارة من الخلف..ثم شرعت تتحسسه عضوا عضوا. وحين انتهت من كل ذلك تمتمت في نفسها قائلة :"حقيقة الرجال لا يعرفون الجمال".