مقدمات انفجار الوضع الفلسطيني
_4_
فهمي هويدي
صحيفة الشرق الأوسط
16/05/2007
الله وحده يعلم ما الذي سيحدث إذا انفجر الموقف على هذا النحو الذي يخطط له، لكن ما نعلمه أن حماس أصبحت بصدد خيارات صعبة، فإما أن تستمر في الحكومة وتخوض الصراع إلى آخره مع ما قد يرتبه ذلك من نتائج مأساوية يدفع الشعب الفلسطيني ثمنها من دمه ومن حلمه، وإما تنصاع لشروط الرباعية متنازلة عن مبادئها وثوابتها مقابل الاستمرار في السلطة ورفع الحصار، الأمر الذي يحولها إلى فتح ثانية ـ وإما تنسحب من السلطة وتضحي بها، لتقف في موقعها الأصلي في صف المقاومة والمعارضة للحلول المطروحة التي تضيع القضية.
لكن هذه ليست الخيارات الوحيدة، لأن هناك احتمالاً آخر يتمثل في استبدال انفجار العلاقة بين حماس وفتح بانتفاضة شعبية ضد الاحتلال بمختلف ممارساته من الاجتياحات والتجويع، إلى السور والمستوطنات. إذ من شأن تلك الانتفاضة أن تخرج الجميع من المأزق وتقنعهم بتجاوز الصراع العبثي حول سلطة وهمية، وتذكرهم بأن الاحتلال هو أصل الداء وأن وحدها المقاومة هي الدواء.
هذا الخيار ليس مستبعداً لكن هناك خياراً آخر أقرب إلى المعجزة (أليس من حقنا أن نحلم؟) أن يتغير شيء في الموقف العربي يقلب المعادلة ويقلب معها صفحة الأحزان والمواجع التي نستشعرها.. حينئذ فقط يستقيم أمر القضية، ويوضع الحصان أمام العربة.