abdennacer loukah Admin
Nombre de messages : 10309 Localisation : Meknès Emploi : prof Loisirs : lecture..musique ..voyage Date d'inscription : 08/01/2007
| Sujet: le critique Mohammed dani et la poésie de nacer2 Ven 30 Avr - 14:59 | |
| - الشاعر الكبير عبد الناصر لقاح(العوامل المؤثرة في شعرهوهناك عوامل كثيرة أثرت في الشاعر الكبير عبد الناصر لقاح.. وساهمت في شاعريته.. منها: - ثقافته الواسعة، ومصاحبته لشعر شعراء العربية قراءة ودراسة، وتدريسا... - نشأته في بيت عرف بالشعر..أسرة لقاح الشاعرة... - المحيط الذي كان فيه، والمناخ الشعري الذي يسوده، والذي تربى فيه...(شعراء الجهة الشرقية).. - الرفقة الشاعرة.. إذ كان الشاعر عبد الناصر صديقا لثلة من الشعراء المغاربة...وعلى رأسهم صديقه الشاعر الداعية المرحوم الدكتور فريد الأنصاري... - ترجمته للشعر الغربي، خاصة الفرنسي منه.وقراءته الطويلة له...وتأثره به وبشعر الحداثة، وبالقصيدة البودليرية... - ثقافته الدينية- رغم يساريته الثقافية- فقد تلقاها عن والديه... - كما أن دراسته بالجامعة المصرية بالقاهرة، وتدريسه بجامعة المولى إسماعيل بمكناس، ساهمت كلها في بناء شخصيته الأدبية... وما إصداراته المتعددة إلا خير دليل على ذلك.. كل هذا عمل على تنويع وتنوع ثقافته الشعرية، وتخصيبها، وإغنائها...... وتنويع وتوسيع رؤيتها... ونجد شعره يرشح وجدانا ، ومحبة، وعطفا، وحنانا،ورقة...وهذا راجع – كما قلت- إلى الثقافة الدينية التي تشبع بها، وإلى تأثير والدته فيه، وحبه لها... يقول في قصيدته(شوق):
تطعمني أمي شعرا كي أهواها تلبسني قبرا غمرا كي أخشى بعض غدي ويدي ونهار دمي وتلاحين الآهات تعشقني أمي حتى أنسى..أيام الآفات قد أبحث عن قبري قد أفقد في دمها سري قد لا أدري أني مسحور مسحور لكني أعلم أني كالكلمات أشتاق إلى أمي أشتاق إلى أمي شوق الكلمات إلى النغمات كما ان هذه التربية الوالدية التي تلقاها جعلته يتسم بالتواضع، والتكيس في تعاملاته...وهذا جعله محبوبا عند الكل ... يقول فيه أحد تلامذته وهو الأستاذ عوني نور الدين:"أبليت حسنا بصنيعك أخي .. تصيدت لحظة طافحة من وهج ذاكرتنا المغيبة .. نثرت في تجلياتها دررا من سمو شعر وعشق .. فكانت مقاربة دالة تستحضر مبدعا أصيلا ومتفردا ، نذر معدنه في زمن الإبداع الصعب .. فأن يكون أستاذنا عبد الناصر لقاح معنيا بهذا الحلول الفياض بالألوان الزاهية ، فذاك تكريم لا يشبه غيره لن أشعر بملل ولا استطراد وأنا أتحدث عن أستاذي لقاح .. عرفته أديبا يتفتق شعرا ،حتى في حديثه العادي ، تجذبك همسات حروفه المنسابة وكأنها وصلة موسيقى تتمنى ألا تنتهي .. هو متعفف لا يغامر بحروفه الوضاءة مع قصيدة سكنها وسكنته ، صيرها حبيبة قلبه ودربه ، وثق علاقتها بإشهاد هو التزام بقضايا الإنسان ودروب كينونته الكائنة والمستحيلة .. بذلك تراه ثابتا في القناعة كجبال الريف ، متمسكا بوهج ( أنوال ) ، لا تغالطه التيارات التبريرية ،تبيع القرد ، تتنذر على من اشتراه ، تتلقف كراسيها ، تعبدها .. تحولها عمولة مصرفية تقايض بها أوجاع وآلام كادحي وفقراء الوطن استمتعت بدروسه وهو الأستاذ لا تغريه الأستاذية المرتجلة ، بنرجسيتها العدوانية .. رأيته متحركا .. قليلا ما يمتطي كرسيه في رحاب الجامعة التي أخلص لها درجة العبادة .. يداعب طبشوره ، يهندس حكايات ابن جني ، يستكنه مكر الحروف وانقلاباتها الماكرة ، فلا يمكن أن تخرج من درسه إلا وأنت تحمل سؤالا يتجاوز مادة الأدب ليصير تركيبا فكريا وفلسفيا لا ينتهي في الزمان لم أقرأ له في القصيدة العمودية ما يكفي لاستصدار حكم - وهذا من ضعفي - لكنه في شعر التفعيلة الحديث ،السيد ، لا يشق له غبار ، بث فيه من قلقه الوجودي وفلسفته ما جعل القصيدة طوع بنانه تستجيب لمضامينه وإيقاعاتة وبريق صوته الذي لا يقامر ولا يخبو أثلج صدري أن أكون ممن أتتوا فضاء التكريم في مهرجان الشعر ، فما وجدت من وسيلة أبلغ للتعبير عن حب عبد الناصر لقاح إلا صدح أصوات لأطفال ، غنوا لفلسطين ... الشكر موفور لك أخي محمد داني على أتاحة الفرصة الذهبية ، علها تفيد في استجلاء أرضية المقاربة وأصالة الرفقة"...
| |
|
abdennacer loukah Admin
Nombre de messages : 10309 Localisation : Meknès Emploi : prof Loisirs : lecture..musique ..voyage Date d'inscription : 08/01/2007
| Sujet: Re: le critique Mohammed dani et la poésie de nacer2 Ven 30 Avr - 19:00 | |
| - الوعي الجمالي في شعر عبد الناصر لقاحإن قصائد عبد الناصر اللقاح لا تخلو من جمالية..إذ تنبني في تشكلها على وعي جمالي، خاصة إذا علمنا أن اللقاح يعتبر الشعر فنا.. والذي عنده:"أعلى أشكال تملك الواقع بحسب مقاييس الجمال"[1]...وهو نتاج الوعي الجمالي.والوعي الجمالي، هو:"الوعي الذي يتناول الظواهر والأشياء، من خلال سماتها الحسية، وأثرها في الطبيعة النفسية، والروحية للمتلقي، منطلقا من المقاييس الجمالية التي تشكل مضمونه القيمي"[2]...وجل قصائده لا تخلو من تجادلية(جدلية).. تميزها سمة تحيل على فهم العالم والوجود الإنساني من خلال بنية التناقض، والاختلاف، والتأثير...ولذا الظواهر والأشياء مرتبطة فيما بينها...وارتباطها هذا ، والعلاقة المتبادلة فيما بينها هي التي تحقق هذا الوجود الجمالي والفني في الشعر... والتي تقوم في رؤيتها على التناقض والصراع، لا على التكامل والتناظر... وبالتالي الشاعر عبد الناصر لقاح يعي العالم في تناقضه، وتجادله.. ومن ثمة يتشكل وعيه الجمالي من خلال هذا الصراع الثنائي...فأصبح الجمال عنده: الحرية والحيوية، والتميز. ومن هنا تصبح اللذة الجمالية التي يتوخى الشاعر أن يدركها المتلقي، ويصل إليها ، هي:"لذة الإحساس بالانطلاق، وكأن الجميل يدهشنا بالآفاق التي يفتحها أمامنا، ويحيلنا على وجودنا الذي ينبغي أن لا يكون معادا ومكرورا، أو محددا بأطر ثابتة مطلقة تحد من الحرية والحيوية فينا"[3]...
رأيتك نائمة في كلامي على سرر من نسيج الغرام فأطلقت فيك دواعي انهياري وشوق الصحاري ووجد الحمام وأدخلت نفسي مداخل شتى من الحمق في سبحات الهُيام صدفت عن الأكل في سغب وعفت القراح وصوب الغمام وما اكتحلت مقلتي من سهاد كأن سهادي فرض صيام وصرت أخاف إذا نمت حينا تنكّر حبك لي في المنام كأني إذا قمت أقعد حينا وإني لأقعد عند القيام [4] هذا الوعي الجمالي، يظهر لنا جليا في اللغة والإيقاع والصورة الشعرية.. والتناغم.. والشكل الإيقاعي قد تجاوز الشكل الإيقاعي الموروث الكلاسيكي.. الذي عرفته القصيدة الكلاسيكية.. المتعادلة موسيقيا في جميع أبياتها... لكن القصيدة الحديثة يتساوى فيها الوعي الجمالي بالحداثي، بالجمالي... والشاعر عبد الناصر لقاح، يدرك جيدا – كشاعر حداثي، سبعيني- أن الحداثة الشعرية من شروطها : الحرية، التي توفر الجمال، والوعي الحداثي..لذا رأى بعدما قطع شوطا كبيرا في القصيدة العمودية، بان مبدأ الحرية لا يتلاءم مع الشكل الإيقاعي للقصيدة العمودية الكلاسيكية..لأنه يحد من الانفعال الشعري...وانسيابيته.. ويحد كذلك من تدفق الجمالية الجديدة... وهذا ما دفعه إلى الانتقال إلى الشكل الجديد، وهو : قصيدة التفعيلة ن متأثرا بالسياب، وبلند الحيدري، وعبد الصبور، ودرويش، والتموزيين وغيرهم. "إن هذا الشكل هو التمثيل الحسي لحركة التجربة الشعرية في صعودها وهبوطها وتأرجحها، وفي كثافتها واستطالاتها، وفي تسارعها أيضا...وهو ما يفسر التدفق الإيقاعي أحيانا حتى نهاية المقطع، أو نهاية النص الشعري بكامله. وما يفسر أيضا الوقفات الإيقاعية المتكررة أحيانا، بشكل متوال. كما يفسر إلغاء القافية، أو تنويعها، أو تغيير مواقعها من النص، بحيث لم تعد تأتي بالضرورة في نهاية الأشطر الشعرية، أي لم تعد القافية تعني الوقف الإيقاعي بالضرورة على النحو الذي كانت عليه في الشعر العربي الكلاسيكي"[5]... يقول الشاعر الكبير عبد الناصر لقاح في قصيدته (لي الصبوح الحصان..لك الأغاني):
من السرو أم من علا السنديان من الشعر أم من جلال الكمان تمرين جذلى على نغم مرور اللقاح على الأقحوان كأنك سحر بهي الغموض يحاصر جسمي بأبهى المعاني لعمرك أنت جمال جميل وأنت مجازي وأنت بياني وأنت استعارات روحي وخوفي وأنت الكنايات وفق الأماني لمثلك تهفوالنواشرزهوا وترنو اشتهاء ضلوعي الحواني وينطق صخر ويخرس شعر ويرقص حرف ويبكي لساني أمثلك تسكن دنيا يباب ومثواك طي الحشا والجنان سأختل فيك وأدخل دنيا من النار والعشب والغدران وأبصر فيك انتهاء لذيذا وورد انهيار وجمر حنان تجيئين ماء على جسدي و احتمالا غريبا وشدو أغاني لأجلك أكتب صمتا بليغا أجاوز فيه مدار الزمان وأغدو هواء وأنفاس روح وذكرى جنون ومحض افتتان سآتيك فخرا أميرا على ر أسه تنتشي صولة الصولجان ويجمل بي ما لبست من الناروالماء والروح والطيلسان ويفخر بي من تربى على الحمق والزهو والوجد والهذيان فكوني انهياري الجميل وكوني المدى والنهار وشوق الدنان لعمر الإله جميع الألى حاصروا المشتهى لم يرودوا عناني أنا جسد الريح حين تغني..أنا سبحات الخيال الرواني أصلي لك الصبح ليلا وفي الليل أكرع خمر الصبوح الحصان أعلم فيك شعوري الصغار وأنسى النساء الإماء الغواني تعلمت أن أشتهي شجرا باسقا وضياء وماء جنان وأبني ديارا لقلبي احتفالا ليفجع إنس ويبكي جان سرت خمرتي في ظلامي انتشاء بديع السرى مشتهى السريان بأي مداد سأكتبك الآن أي المشاعر أي المعاني؟
| |
|
abdennacer loukah Admin
Nombre de messages : 10309 Localisation : Meknès Emploi : prof Loisirs : lecture..musique ..voyage Date d'inscription : 08/01/2007
| Sujet: Re: le critique Mohammed dani et la poésie de nacer2 Ven 30 Avr - 19:01 | |
| ففي هذه القصيدة العمودية نجد تدفقا إيقاعيا متساويا في أبياتها، إذ تنتظم التفعيلة،من خلال تناظر الأشطر،والتي توفر لها قافيتها النونية نغمية، وموسيقى جميلة ، كما أن انتظامها على بحر المتقارب، وفر لها إيقاعية طروبة...وهذا الانتظام المشروط، على إيقاعية منتظمة، خاضعة لقانون عروضي صرف، لم يسمح بالتدفق الإيقاعي المطلوب، ولم يسمح كذلك بالاختلاف الإيقاعي الذي نرومهن ونتوخى فيه الجمالية والحداثة...ولهذا نوع عبد الناصر لقاح في الشكل البنائي لقصائده، وبالتالي تحقق له ذلك في قصائده التفعيلية، التي تأسس فيها وعيه الجمالي بصورة واضحة. يقول في قصيدته (رسالة اعتذار لغزة)، وهي مهداة إلىمحمود عباس ميرزا: سيدي أيها الوطن المشتهى في الدمار أيها الألق المختفي في الحصار إنني لم أعد أفهم اليوم ما كنت أفهمه من صباحاتك الواضحة من شعاراتك الصادحة سيدي الدم اليوم لم يختلف عن دم البارحة غير أن الخيانة جارحة جارحة هل أسمي خداعك في زهوه وردة أو حمامة؟ وماذا أسمي سكوني البليد هوى حكمة؟؟ وجنوحا لسلم أنا مرغم فيه وفق قواعدنا في السلامة وماذا أسمي الكنيسة في مهدها هل أعمدها بالقيامة؟ وهل إن أنا رغبت شهوتي في الدماء على نزق أستشير فمي ومماتي..ليفرح بي رجل قابع في الرزانة حد الجنون الذي لا يليق بسحنته العربية هل أنتحر ..أنتظر ليس لي بابة للشهادة أو للقتال النبيل لي جميع الجوازات إلا جواز الخليل وجينين ويافا وعكا وغزة في يتمها والجليل ليس لي بابة للرحيل إن أنا جاع قلبي لجرعة حب على رابيات فلسطين في كبرها الباذخ المستحيل ليس لي خوفه ليس لي ضعفه ليس لي مجده الخاوي ليس لي –ضمن أعداء أرضي-عدو أصاحب ليس لي كذبة سألفقها كي أسالم ليس لي كذبة سألفقها كي أسالم بين يديه
في هذه القصيدة التفعيلية، المبنية على وزن بحر المتقارب (فعولن)، وما يصيبها من زحافات وعلل... نجد تدفقا إيقاعيا يصل إلى 173 تفعيلة، مقسمة على الشكل التالي:السطر 1 /0//0 س 2 /0//00///0/0//0/00//0/0 س 3 /0//00///0/0//0//00//0/0 س 4 /0//0/0//0/0//0/0//0/0//0/// س5 /0//0/0//0/0//0 س6 /0//0/0//0/0//0 س7 /0//0 س8 /0//0/0//0/0//0/0//0/0//0 س9 /0//0/0//0///0///0/0//0 س10 /0//0/0//0///0/0///0//0/0//0/0 س 11 //0/0//0/0//0/00//0/0 س12 //0/0/0 س13 ///0/0//0/0//0/0//0/0//0///0///0/00//0/0 س14 //0/0//0/00//0///0/0///0 س15 /0//0///0/0//0/0 س 16 //0/0//0///0/0//0/00//0///0///0/0//0///0///0/0//0///0///0/0/0/00//0///0/0//0/0//0/0//0///0///0///0//0 س 17/0/0///0 س 18 /0/0///0 س 19/0//0/0//0/0//0///0/0//0/0//0/0 س20 /0//0/0//0/0//0/0//0/0//0/0 س21 //0/0///0/0//0/0//0///0/0//0/0//0/0 س22 /0//0/0//0/0//0/0 س23 /0//0/0//0/0//0///0/0//0/0//0///0/0//0////00/0//0/0//0/0 س24 /0//0/0//0 س25 /0//0/0//0 س26 /0//0/0//0/0/0 س27 /0//0/0//0/0//0/0//0/0//0//0 س28 /0//0/0//0///0///0/0//0//0 س29 /0//0/0//0///0///0/0//0//0 س30 /0//0/0 وكل سطر يتكون من عدد من التفعيلات هي على الشكل التالي:(2 تفعيلتان- 6 تفعيلات- 6تفعيلات-7تفعيلات-4ت-4ت-2ت-6ت-6ت-7ت-4ت-2ت-9ت-5ت-4ت-23ت-2ت-2ت-7ت-6ت-8ت-3ت-4ت-13ت-3ت-4ت-7ت-7ت-7ت-2ت)ويمكن تقطيع هذه القصيدة إلى مقاطع، فنحصل على أربعة مقاطع- إن جاز لنا ذلك-ن وكل مقطع يتكون من عدد من التفعيلات الإيقاعية...فنجد أن :- المقطع الأول من بداية القصيدة إلى السطر الثالث، ويتكون من 14 تفعيلة.- المقطع الثاني من السطر الرابع إلى السطر السادس. ويتكون من 15 تفعيلة.- المقطع الثالث. من السطر السابع إلى السطر الثامن عشر.ويتكون من اثنتي وسبعين تفعيلة.- المقطع الرابع. من السطر التاسع عشر إلى نهاية القصيدة. ويتكون من اثنين و ثمانين تفعيلة.نستنتج أنه ليس هناك شكل إيقاعي نمطي واحد.. سواء فيما يتعلق بعدد التفعيلات في الشطر أو المقطع.. سواء فيما يتعلق بعدد التفعيلات في السطر أو المقطع.. وبالتالي يصبح الإيقاع والتفعيلة الموظفة فيهما هي المعبرة عن الانفعال الشعري...أي أن :"الإيقاع الحداثي تظهير أو تحسيس سمعي لهذا الانفعال"[6]...أما على صعيد الصورة ، فقد قام عبد الناصر لقاح بانقلاب جذري فيها...إذ لم تعد الصورة عنده مجرد شرح للفكرة، وتوضيح لها مع اعتماد التشبيهات السطحية، والاستعارات الحسية، والمحسنات التقليدية، أو زخرفة وتزيين للقول...ولكن أصبحت الصورة جزءا من نصه الشعري، وأصبحت هي الفكرة.. وهذا راجع إلى تشربه لشعر رواد القصيدة الحديثة( نازك الملائكة والسياب ، والبياتي وغيرهم)، ثم اطلاعه الكثيف للشعر الغربي...ومن ثمة أصبحت العلاقة في شعره قائمة على صهر عناصر الصورة، وتذويبها....لا على تجاوزها، وتقابلها:"أي تم الانتقال من الثنوية البلاغية إلى الشعرية الصاهرة"[7]...تأتي أصواتك غرثى من سغب الجنس الأعمى..تغوي أسلاك الهاتف في شبق مجنون يسري عبر دماء الآلة يعلن عهرا يستبق الآهات تأتي ألعابك في فرح ينبي عن جوع في حب في عطف في عقل ..أدري أني لن أغشى ألعابك لن أجثو في غابات حبلى بالموت المتآمر واللعنات تأتي آهاتك كي أدري أني أهوى أفعى تتحرك في صوت يأتي من قبر أكثر بؤسا من عمر الآفات يا جائعة الحلمات يا جائعة الحلمات لا خل أشعل في دمك الصبوات تأتي أصواتك مترعة بالجوع وبالشهوات يا كاهنة البرد الليلي دعي أهواءك يابسة وثقي أني أشفقت على صدر لا تهواه النسمات إني أخشى صدرا لا تعرفه الكلمات.... [8] عندما نتمعن في هذه القصيدة ، نجدها خالية من التشبيهات ومن أدوات التشبيه، وحتى من المحسنات البديعية القديمة... هكذا نجد الوعي الحداثي بارزا في صوره الشعرية،وبالتالي أصبحت الصورة عنده منسجمة مع مقولة بيلنسكي في تعريفه للفن:"الفن تفكير في صورة"[9].... ويتجلى وعي الشاعر عبد الناصر لقاح، الجمالي في الدرامية التي تغلف نصوصه الشعرية..
[1]- د. المرعي، (فؤاد)، الجمال والجلال، دار طلاس ، دمشق، ط1، 1991، ص:89[2]- د, كليب، (سعد الدين)،وعي الحداثة، منشورات اتحاد الكتاب العرب، دمشق، 1997،ص:26[3]- المرجع نفسه، ص: 29[4]- قصيدة : شجرة الهيام.[5]- د.كليب، (سعد الدين)، المرجع نفسه، ص:30[6]- د.كليب، (سعد الدين)ن المرجع نفسه، ص:31[7]- المرجع نفسه، ص: 19[8]- قصيدة: رسالة إلى كاهنة[9]- بيلنسكي.ف.غ، نصوص مختارة، ترجمة يوسف حلاق، وزارة الثقافة، دمشق،1980، ص: 83 | |
|
abdennacer loukah Admin
Nombre de messages : 10309 Localisation : Meknès Emploi : prof Loisirs : lecture..musique ..voyage Date d'inscription : 08/01/2007
| Sujet: Re: le critique Mohammed dani et la poésie de nacer2 Ven 30 Avr - 19:02 | |
| ويتجلى وعي الشاعر عبد الناصر لقاح، الجمالي في الدرامية التي تغلف نصوصه الشعرية..إذ تجاوز في شعره الغنائية الصرفة، جراء ما قلناه سابقا، الاتصال المباشر بالشعر الغربي، وبشعر الحداثة العربي،وجراء التحول الذي مس القصيدة المغربية في أواسط الستينيات بنيتها ، وشكلها،على يد كل من أحمد المجاطي، ومحمد بنيس، وعبد الله راجع...وهذا قد جعل الحاجات الجمالية تسعى إلى التنوع، والاتساع، والاختلاف.. مما اظهر الوعي الغنائي الدرامي في شعره... والمتجسد في الصراع الذي هو جوهر الدراما.
على جسد الريح تنمو ثمار الغواية وفق انتباه النواشر حين تهدهد روحي لذاذاتها في دمائي اتساع لمملكة في السراب وفي جسدي زهرة للخراب ومائي أعمده بالضلال الجميل وبالغلطات الحسان..وما أشتهي من ضياء نبي بهي وشوق الحمام إلى وجع في الغناء النبيل ودعوى انهيار غريب على قدمي ألمي وانشداهي[1]
فهناك تحول مهول من الذاتي إلى العلاقة بين الذاتي والمحيط/ العالم.. وبالتالي تتقاطع القصيدة والمبدع/ الشاعر...أي أنها لا تتطابق أو تتوازى معه.وبالتالي فإن شعر عبد الناصر لقاح جزء من شعر الحداثة،والذي ينسلخ فيه شيئا ما من الذاتين ومن الغنائية المجحفة، المملة، ليدخل في علاقة بين ذاته ومحيطه، وما تراه عينه...ومن ثم تتعدد الأصوات ، تتآلف وتتناقض، لتعطينا نصا شعريا يتصف بالتماسك البنيوي الذي يجعل من النص كلا لا يتجزأ ...فلذا قصائد لقاح يصعب تجزيئها إلى مقاطع...لان بنيتها متداخلة ومتماسكة، وكل تجزيء يخل بهذه البنية...كما أنه يتميز أيضا بطرح المشاعر المصطرعة، فقصيدته رغم قصرها، ورغم حداثتها.. وابتعادها عن غنائيتها، فاللقاح يوفر فيها جانبها الوجداني، مما تتوفر عليه من مشاعر وأحاسيس نحو الذات، والآخر والعالم، وقضاياه...وكل قصيدة نجد فيها تناميا انفعاليا للحالة الشعرية، التي تتغلف القصيدة...وهذا ما يجعل من سي لقاح شاعرا إنسانيا...في بعده الإنساني، وكونيا في بعده العام...يجيئون في عتمات المساء الغريب.. خفافا يجيئون... أشباحهم كالسَّعالى... على شَدَهٍ في رؤانا وفي دمنا التائه الشائه المستحيل يجيئون.. أرواحهم كالمنايا تحاصر أغرودة الفجر والشجر المتفرّد في خلوة البر والنهر المتردد بين الصبا و الدبور فيلقون أحرفهم والقمامات في مائه العدب... فالبكور ....!ياويلهم تدنس أنفاسه العطرات بنفث المداخن والموت.. تلقي إليه ثقافتها البائرة... !فتعسا لها من مخنثة فاجرة إنها ترتدي لغة الحـــب و الجنس حين يضج المساء المدجج بالأمنيات وبالأغنيات البليدة عن جرحنا دمنا وشجانا المصادر والوردة المشتهاة ودعوى الحقوق و ذكرى الحماية سحر الكناية وهج السـراب وخوف السعود البليدة والشعر حين يغيب الشعور وتهوي الجذور وتطلع شيطانة الغرب في أمل سادر صارخ كالمآســي... !لتبعث فينا فضيحتها الداعره تراهن في دعوة حائره !على عودة الوشم للذاكره[2] إن قصائد اللقاح غلب فيها شعر التجربة على شعر الموضوع..والتي هي نوع من المعايشة الكاملة لإحساس معين بدءا بالملاحظة إلى غاية تخلقه فنيا في شكله النهائي... فهو من خلالها يلاحظ الواقع، ويتلقى منه الكثير من الانطباعات التي تسقطها على ذهنه صيرورة الحياة العادية..فيختزنها في اللاشعوره..تتفاعل مع انطباعاته وتجاربه..."ومع تجدد الواقع واختلاف المواقف ، وتباين التجارب، تمتزج التجربة الأدبية الفعالة، وتتآلف، وتسعى سعيا ذاتيا إلى اخذ شكلها اللغوي المناسب، الذي يجعل منها كيانا محسوسا جماليا"[3]...وبالتالي تصبح هذه التجربة الصورة في تجلياتها النفسية أو الكونية التي يصدرها شاعرنا وهو يتمخض شعرا...والتي تخلصه:"من العوامل الشخصية التي تحبسه في حدود ذاته الضيقة بمشاركته بقدر اكبر في صفة الإنسانية العامة"[4]....وبالتالي النزعة الدرامية في شعره، فهي تعالج قضايا ، وتجربة، وليس موضوعا معينا...وبالتالي تصبح المعرفة الجمالية المتحصلة من القصائد معرفة كلية.[1]- قصيدة: جسد ما ...روح ما[2]- من قصيدة طويلة مشتركة بينه وبين المرحوم فريد الانصاري....[3]- الربيعي، (محمود)،قراءة الشعر، دار غريب للطباعة والنشر والتوزيع، القاهرة، مصر،(د- ط)، 1997، ص:119[4]- بدوي، (محمد مصطفى)، دراسات في الشعر والمسرح، دار المعرفة، القاهرة،مصر،(د- ط)، 1960،ص:64 | |
|
Contenu sponsorisé
| Sujet: Re: le critique Mohammed dani et la poésie de nacer2 | |
| |
|